من الديار المصرية، ورسم لجميع عساكر الشام بالمسير معهم، وجعل على الكل مقدّمًا الأمير سيف الدين تنكز الناصري نائب السلطنة بدمشق، وساروا إلى ملطية، وفتحوها، ونهبوا جميع ما فيها، واسترقُّوا النصارى عن آخرهم.
وفي سنة تسع عشرة وسبع مئة: توجه السلطان إلى الحجاز الشريف، وخرج من قلعة الجبل إلى الدهليز المنصور بُكْرَةَ السبت، ثاني ذي القعدة، ووصل إلى مكة المشرفة، وقضى مناسكه؛ بحيث إنه حافظ على الأركان والواجبات والسنن محافظة لم ير مثلها، وأحسنَ وتفضَّل على من كان بخدمته، وقدم إلى مقر ملكه، واستهل المحرم في القصب، ودخل قلعة الجبل بكرة نهار السبت، ثاني عشر المحرم، سنة عشرين وسبع مئة.
وفي السنة المذكورة: سارت العساكر من الشام وحلب وحماة بمرسوم السلطان، وأغاروا على بلاد سيس، وغنموا منها، وأحرقوا البلاد والزرع، وساقوا المواشي، ثم عادوا.
وفي سنة إحدى وعشرين وسبع مئة: حج تنكز نائب الشام.
وفي سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة: حج السلطان إلى بيت الله الحرام، ودخل إلى القاهرة في ثامن عشر المحرم، سنة ثلاث وثلاثين سبع مئة.
وتوفي السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون - رحمهُ الله تعالى - يوم الأربعاء، تاسع عشر ذي الحجة الحرام، سنة إحدى وأربعين وسبع