من رمضان، قاطع بِرْكة الحجاج، وقبَّل الأرض، وضرب للملك الناصر الدهليز بالبركة، وأقام بها يوم ثلاثاء سلخ رمضان، وعَيَّد يوم الأربعاء بالبركة، ودخل السلطان في نهاره، والعساكر المصرية والشامية سائرون في الخدمة، وعلى رأسه الجنز، ووصل إلى قلعة الجبل، وصعد إليها، واستقر على سرير ملكه بعد العصر من نهار الأربعاء، مستهل شوال، سنة تسع وسبع مئة، وعمره يومئذ نحو ستة وعشرين سنة، وهي سلطنته الثالثة.
[ .... ] الجاشنكير قصد المسير إلى صهيون حسب ما كان قد سأله، ففوّز من أطفيح إلى السويس، وسار إلى الصالحية ثم سار منها حتى وصل قريب الداروم من أعمال غزة، وكان قراسنقر متوجهًا إلى دمشق نائبًا بها، فوصل إليه المرسوم بالقبض على بيبرس الجاشنكير، فركب، وكبسه في المكان الذي هو فيه، وقبض عليه، وسار به إلى جهة مصر حتى وصل إلى الحطارة، فوصل من الأبواب الشريفة أسندمر الكرجي، فتسلم بيبرس، وعاد قراسنقر للشام، فوصل بيبرس إلى قلعة الجبل، واعتُقل في يوم الخميس، رابع عشر ذي القعدة من السنة المذكورة، وكان آخر العهد به.
وفي سنة اثنتي عشرة وسبع مئة: حجّ السلطان إلى بيت الله الحرام، وعاد من الحجاز إلى دمشق المحروسة في يوم الثلاثاء حادي عشر المحرم، سنة ثلاث عشرة وسبع مئة، بعد أن أقام في الكرك أيامًا.
وفي سنة خمس عشرة وسبع مئة: جهّز السلطان عسكرًا ضخمًا