خْلَافَةُ الحَسَن بن عَليّ بن أَبي طَلِبْ - رضي الله عنهما -
هو أبو محمد الحسنُ بنُ عليِّ بنِ أبي طالبِ بنِ عبدِ المطلبِ بنِ هاشمِ بنِ عبدِ منافٍ، القرشى، الهاشميُّ، المدنيُّ، سبطُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وريحانتُه، وابن فاطمةَ الزهراء سيدةِ نساءِ العالمين.
وُلد - رضي الله عنه - في نصف رمضان، سنة ثلاث من الهجرة، سماه النبي - صلى الله عليه وسلم -: الحسن، وعَقَّ عنه يوم سابعه، وحلق شعره، وأمر أن يتصدق بِزِنته فضةً، وأرضعته أم الفضل امرأةُ العباس مع ابنها قُثَمَ.
بويع بالخلافة يوم مات أبوه، وكان أشبهَ الناس برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان حليمًا كريمًا ورِعًا، دعاه ورعُه وحلمه إلى أن ترك الدنيا والخلافةَ لله تعالى.
ولي الخلافةَ بعد قتل أبيه - رضي الله عنه -، وبايعه أكثرُ من أربعين ألفًا، كانوا بايعوا أباه، وبقي نحو ستة أشهر خليفةً بالحجاز واليمن والعراق وخراسان، وغير ذلك.
ثم سار إليه معاوية من الشام، وسار هو إلى معاوية، فلما تقاربا، علم أنه لن تُغلب إحدى الطائفتين، فأرسل إلى معاوية يبذل له تسليمَ الأمر إليه، على أن تكون له الخلافةُ بعده، وعلى أن لا يطالب أحدًا من