للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأولى حين ورود خبره.

وكان سبب ذلك: ورود عسكر التتر، واستيلاؤهم على حلب، وخروج الملك الناصر من دمشق، وقصدهُ ديار مصر، ثم قصد المسيرَ إلى هولاكو وقتاله، فقبض عليه كتبغا نائب هولاكو، وبعث به إليه، فقتله، وكان قد عظُم شأن الملك الناصر، وغلب على الديار المصرية لولا هزيمته حين مسيره إليها.

وكان حليماً، وكثر طمع العرب والتركمان في أيامه، وكثرت الحرامية والمفسدين، وكان إذا حضر القاتل بين يديه يقول: الحي خير من الميت، ويطلقه، فأدى ذلك إلى انقطاع الطرقات وانتشار الحرامية، وكان على ذهنه شيء كثير من الأدب والشعر، وبنى بدمشق مدرسة قريب الجامع تعرف بالناصرية، ووقف عليها وقفا جليلاً، وكان مولده سنة سبع وعشرين وست مئة، فيكون عمره اثنتين وثلاثين سنة تقريباً.

وفي سنة ستين وستمائة: سار الملك الظاهر بيبرس إلى الشام، ونزل بها، واستولى عليها، وولَّى بها القضاة.

وفي سنة إحدى وستين وست مئة: استولى الملك الظاهر بيبرس على الكرك، وقتل صاحبها الملكَ المغيثَ فتح الدين عمر بن العادل أبي بكر بن الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب.

* وفيها: مات الملك الأشرف موسى ابن الملك المنصور إبراهيم ابن الملك المجاهد شيركوه صاحب حمص، وأرسل الملك الظاهر بيبرس مَنْ تسلَّم حمص في ذي القعدة من هذه السنة، وهذا الملك