هو أبو الربيع، سليمانُ بنُ الحاكم بأمر الله أحمدَ المذكور قبله.
كان والده أوصى بولاية العهد إليه، وعمره عشرون سنة، فلما توفي والده، قُرِّر في الخلافة، ولُقِّب: المستكفي بالله، وخلع عليه وعلى أخيه وأولاد أخيه، وبايعه السلطان والأمراء والقضاة والعلماء وأعيان الدولة.
وفي ثالث عشر ذي القعدة، سنة ست وثلاثين وسبع مئة، رسم السلطانُ الملكُ الناصرُ محمدُ بنُ قلاوون بانتقال الخليفة من الكبش إلى القلعة، ومُنِعَ من الاجتماع بالناس.
وفي ربيع الآخر، سنة سبع وثلاثين وسبع مئة، أُفرج عن الخليفة المستكفي، وأُطلق من البرج، ولزم بيته، ثم أخرجه السلطان، وأخرج أهلَه إلى قوص، وكانوا قريباً من مئة نفس، ورتب لهم هناك ما يقوم بهم.
وتوفي وليُّ العهد القائمُ بأمر الله محمدُ ابنُ أمير المؤمنين المستكفي بالله أبي الربيع سليمان بقُوص، في ذي الحجة، سنة ثمان وثلاثين وسبع مئة، عن أربع وعشرين سنة.
وتوفي الخليفة المستكفي بالله في شعبان، سنة أربعين وسبع مئة، واستمر خليفة نحو تسع وثلاثين سنة.
وعاصر الملكَ الناصرَ محمدَ بن قلاوون في سلطنته الثانية، والملك المظفر بيبرس الجاشنكير، ثم الملك الناصر محمدَ بن قلاون في سلطنته