للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيلة، وحصرها، وهي للفرنج على ساحل البحر الشرقي، ونقل إليها المراكب، وحصرها براَّ وَبحراً، وفتحها في العَشر الأول من ربيع الآخر، واستباح أهلها وما فيها، وعاد إلى مصر.

ولمّا استقر صلاح الدين بمصر، كان بها دار للشحنة تسمى: دار المعرية يحبس فيها، فهدمها صلاح الدين وبناها مدرسة للشافعية، وكذلك بنى دار العزل مدرسة للشافعية، وعزل قضاة المصريين، وكانوا شيعة ورتب قضاة شافعية، وذلك في العشرين من جمادى الآخرة.

وكذلك اشترى تقيُّ الدين عمر ابن أخي صلاح الدين منازل العز، وبناها مدرسة للشافعية.

وتوفي القاضي ابن الجلال من أعيان الكتاب المصريين وفضلائهم، وكان صاحب ديوان الإنشاء بها.

* ذكر إقامة الخطبة العباسية بمصر، وقُطعت خطبة العاضد لدين الله، وانقرضت الدولة العلوية الفاطمية:

وكان سبب الخطبة العباسية بمصر: أنه لما تمكن صلاح الدين من مصر، وحكم على القصر، وأقام فيه قراقوش الأسدي، وكان خصيًّا أبيض، وبلغ نورَ الدين ذلك، أرسل إلى صلاح الدين يأمره حتماً جزماً بقطع خطبة العلويين، وإقامة الخطبة العباسية، فراجعهُ صلاح الدين في ذلك خوفَ الفتنة، فلم يلتفت نور الدين إلى ذلك، وأصرَّ عليه.

وكان العاضد قد مرض، فأمر صلاحُ الدين الخطباء أن يخطبوا