التركماني في سنة ثمان وأربعين وست مئة، وزينت القاهرة ومصر، ودقت البشائر بهما لفتح بعلبك.
وفي سنة سبع وأربعين وست مئة: استولى الملك الصالح أيوب على الكرك، وأخذها من الناصر داود، وتسلمها يوم الاثنين، لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة، وكان الناصر داود قد خرج منها لما ضاقت عليه الأمور، وسار إلى الناصر صاحب حلب مستجيراً به، وكان قد بقي عند الناصر داود من الجوهر مقدار كثير يساوي مئة ألف دينار إذا بيع بالهوان، فلما وصل إلى حلب، سير الجوهر المذكور إلى بغداد، وأودعه عند الخليفة المستعصم، ووصل إليه خط الخليفة بتسليمه، فلم تقع عينه عليه بعد ذلك، وكان استناب بالكرك ابنه عيسى، ولقبه المعظم، وكان له ولدان آخران أكبر من عيسى المذكور، هما الأمجد حسن، والظاهر شادي، وله ولد أيضًا يلقب الناصر يوسف، وكان من أهل الفضل، وله رواية في الحديث، وبنى له تربة بالقدس الشريف بباب حِطَّة أحدِ أبواب المسجد الأقصى الشريف على يمنة الداخل، وهي المشهورة بالأوحدية.
وفرح الملك الصالح أيوب بالكرك فرحاً عظيماً، مع ما هو فيه من المرض حين بلوغه الخبر، لما كان في خاطره من صاحبها.
[ .... ]: كان صاحب مصر الملك المعظم توران شاه ابن الملك الصالح أيوب.
وفي هذه السنة استقر الملك المغيث فتح الدين عمر ابن الملك