كتاب التاريخ المعتبر في أنباء من غبر

الدولة العباسية - خلافة المكتفي بالله - ج: 1 - ص: 381

وكانت خلافته تسع سنين، وتسعة أشهر، وأربعة أيام، والله سبحانه وتعالى أعلم.

وصلَّى الله على سيدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.

* * *

[خلافة المكتفي بالله]

هو أبو محمَّد، عليُّ بن المعتضد بالله، أمُّه أم ولد، اسمها خاضع.

بويع له لسبع بقين من ربيع الآخر، سنة تسع وثمانين ومئتين، وكان أسمر اللون، قصيراً، حسن الوجه، أمواله جَمَّة، وعساكره كثيرة، وليس في الخلفاء مَن اسمه عليّ غيرُ أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب - كرم الله وجهه -، والمكتفي هذا, وليس في الخلفاء من كنيته أبو محمَّد سوى الحسن بن علي - رضي الله عنهما -، والمكتفي.

وهو الذي بني جامع البصرة، وأباد القرامطةَ الخارجين على الإِمام.

وفي أيامه فتحت أنطاكية، وفي أيامه مات الزنديق أحمد بن يحيى ابن إسحاق المعروف بالراوندي، في سنة ثلاث وتسعين ومئتين، وهو المتكلِّم، وصنف عدة كتب في الكفر والإلحاد ومناقضة الشريعة، ووضع لليهود والنصارى كتابا يتضمن مناقضة دين الإِسلام، وكان موته - لعنه الله - برحبة مالك بن طوق، وقيل: مات سنة خمس وأربعين، وقيل: سنة خمسين ومئتين، وعمره ست وثلاثون سنة.

وتوفي ببغداد لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة خمس