للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واهتم بكسوة الكعبة المشرفة، وطيف بها بالقاهرة، وعدل في الرعية، وله محاسن كثيرة - تغمده الله برحمته -.

وكان أسمر، أزرق العينين، جهوري الصوت، وكان مملوك أيدكين البندقدار الصالحي، ثم أخذه الملك الصالح من البندقدار، فانتسب إليه دون أستاذه، وكان يخطب له، وينقش على الدراهم والدنانير: بيبرس الصالحي.

وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.

* * *

[سلطنة الملك السعيد محمد بركة ابن الملك الظاهر بيبرس]

كان والده أركبه بشعار السلطنة، وخرج بنفسه في ركابه، وحمل الغاشية بين يديه في ثالث عشر شوال، سنة اثنتين وستين ولست مئة، ثم اشتغل والده بالجهاد، وتجهيز العساكر، فلما توفي بدمشق، وكتم مملوكه بدرُ الدين موته، وحضر إلى الديار المصرية إلى الملك السعيد، وأظهر موت الظاهر، استقر الملك السعيد في السلطنة في أوائل ربيع الأول، سنة ست وسبعين وست مئة.

ثم إن الملك السعيد خَبَّط، وأراد تقديم الأصاغر، وأبعد الأمراء الكبار، ففسدت نيات الأمراء الكبار عليه.

ثم في سنة سبع وسبعين وست مئة: سار الملك السعيد إلى الشام، وصحبته العساكر، وجرَّد العسكر، ودخلوا إلى بلاد سيس، وشنوا