للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر تزويج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عائشةَ رضي الله عنها

جاءت خَوْلَة بنتُ حَكيمٍ امرأةُ عثمانَ بنِ مَظْعونٍ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتكلَّمت معه في تزويجِ عائشة رضي الله عنها، وسودَةَ بنتِ زَمعةَ.

ثم رجعتْ إلى أبي بكر - رضي الله عنه -، وذكرت له ذلك، فزوَّجه إياها، وعائشةُ يومئذ ابنةُ ستِّ سنين.

ثم خرجت خولةُ، فدخلت على سَوْدَةَ، وأخبرتها بذلك، فقالت: وددتُ ذلك، ادخلي على أبي، فاذكري له ذلك، فذكرتْ له ذلك، قال: كفؤ كريم، فجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فزوجه إياها (١).

* * *

[* ذكر ابتداء أمر الأنصار *]

فلما أراد الله تعالى إظهارَ دينه، وإنجازَ وعده، خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في الموسم، فعرض نفسه على القبائل كما كان يفعل، فبينما هو عند العقبة، لقي رهطًا من الخزرج، فدعاهم إلى الله تعالى، وعرض عليهم الإسلام، فأجابوه إلى ما دعاهم؛ بأن صدّقوه، وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام، وقالوا له: إنا تركنا قومنا، وبينهم من العداوة والشرِّ ما بينهم، وعسى أن يجمعهم الله تعالى بك، فسنقدم عليهم، وندعوهم إلى


(١) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٢٤/ ٣٠)، عن عائشة رضي الله عنها.