عمير. فدعاهم إلى الله تعالى، وكلّمهم في نصرته، والقيام معه على من خالفه، فلم يجيبوه، فقال له واحدٌ منهم: أما وجد الله أحدًا يرسله غيرك؟ وقال الآخر: والله! لا أكلمك أبدًا، لئن كنتَ رسولًا من الله - كما تقول - لأنتَ أعظمُ خطرأمن أن أردَّ عليك الكلام، ولئن كنت تكذب على الله، فما ينبغي لي أن أكلمك.
فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد يئس من خير ثقيف، وقال:"إذا أَبيتُم، فاكتُموه علَيّ".
وأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى كِنْدةَ، وإلى بني حَنيفة، وعرض عليهم نفسَه، ودعاهم إلى الله، فلم يقبلوا.
ولم يزل - صلى الله عليه وسلم -[يعرِضُ نفسه] على كلِّ قادمٍ له اسم وشَرَف، ويدعوه إلى الله تعالى.
وكلما أتى قبيلة يدعوهم إلى الإسلام، تبعه عمُّه أبو لهب، فمنعهم من طاعته، فيقول النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "يا بني فلان! إني رسولُ الله إليكم، يأمرُكم أن تعبدوا الله، ولا تشُركوا به شيئًا، وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه، وأن تؤمنوا بي، وتصدِّقوني"، وعمه أبو لهب ينادي: إنما يدعوكم إلى أن تسلخوا اللاتَ والعُزَّى من أعناقكم إلى ما جاء به من البدعة والضلالة، فلا تطيعوه، وكان أبو لهب أحولَ، له غديرتان.