للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنهم، فخرج عنهم وبنى بميمونةَ، وانصرف إلى المدينة - صلى الله عليه وسلم -.

* * *

[* السنة الثامنة من الهجرة *]

[* ذكر إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة]

لما انصرف عَمْرُو بن العاص مع الأحزاب عن الخندق، جمع رجالًا من قريش كانوا يرون رأيه، ويسمعون منه، فقال لهم: تعلمون - والله - أني أرى أمر محمد يعلو الأمورَ علوًّا منكَرًا، وأني قد رأيت أن نكون عند النجاشي، قالوا: إن هذا هو الرأي، فجمعوا له أَدَمًا كثيرًا، وكان أحبّ إليه مما يهدي من أرضنا الأَدَم، ثم خرجوا حتى قدموا عليه، فجاء عَمْرُو بن أمية الضمري، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد بعثه إليه، فدخل عليه، ثم خرج من عنده، فقال عمرو بن العاص لأصحابه: هذا عمرو بن أمية، لو دخلتُ إلى النجاشي، فسألتُه إياه، فأعطانيه، فضربتُ عنقه، فدخل على النجاشي، فسجد له كما كان يصنع، وكلمه فيما قال، فغضب النجاشي، ثم مدّ يده، فضرب بها أنفه ضربة، قال عمرو: ظننت أنه كسره، ثم قال: تسألني أن أعطيك رسولَ رجل يأتيه الناموسُ الأكبر، الذي كان يأتي موسى لتقتله، قال له: أيها الملك! كذاك هو؟ قال: ويحك يا عمرو! أطعني على الإسلام، قال: نعم، فبسط يده، فبايعه على الإسلام.

ثم خرج عمرو بن العاص إلى أصحابه، وقد حال رأيه عما كان