القدس، ثم فتح في الشام فتوحات كثيرة، ثم أرض فلسطين، وحلب، وبلاد الأرمن، وغير ذلك، ولما صار لداود ثمان وخمسون سنة - وهي السنة الثانية والعشرون من ملكه -، كانت قصته مع أُوريا وزوجته، وهي مشهورة، وملك داود أربعين سنة، وكان لقمانُ الحكيمُ على عهد داود - عليه السلام -.
ولما صار له سبعون سنة، توفي، فتكون وفاته في أواخر سنة خمس وثلاثين وخمس مئة لوفاة موسى - عليه السلام -.
وأوصى قبل موته بالملك إلى سليمان ولده، وأوصى بعمارة بيت المقدس، وعين لذلك عدة بيوت أموال تحتوي على جمل كثيرة من الذهب.
* * *
فلما مات داود، ملك:
[١٥ - سليمان عليه السلام]
وعمره اثنتا عشرة سنة، آتاه الله من الملك والحكمة ما لم يؤته لأحد سواه - على ما أخبر الله تعالى به في محكم كتابه العزيز -، وفي السنة الرابعة من ملكه في شهر أيار، وهي سنة تسع وثلاثين وخمس مئة لوفاة موسى - عليه السلام -، ابتدأ سليمان - عليه السلام - في عمارة بيت المقدس حسب ما تقدمت به وصية أبيه إليه، وأقام سليمان في عمارة بيت