المقدس سبع سنين، وفرغ منه في السنة الحادية عشرة من ملكه، فيكون الفراغ من عمارة بيت المقدس في أواخر سنة ست وأربعين وخمس مئة لوفاة موسى - عليه السلام -.
وكان ارتفاع البيت الذي عمره سليمان ثلاثين ذراعاً، [وطوله ستين ذراعاً]، في عرض عشرين ذراعاً، وعمل خارج البيت سوراً محيطاً به امتداده خمس مئة ذراع.
"ولما بنى سليمانُ بيتَ المقدس، سأل الله ثلاثاً: سأله ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، وسأله حكماً يوافق حكمَه، وسأله أنه لا يأتي أحدٌ هذا البيت لا يريد إلا الصلاة، غفر الله له ما تقدم من ذنبه"(١)، ولهذا كان عبد الله بن عمر يأتي بيت المقدس، فيدخل فيصلي ركعتين، ثم يخرج ولا يشرب فيه، كأنه يطلب دعوة سليمان.
ولما فرغ سليمان من بنائه، شرع في بناء دار مملكته بالقدس، واجتهد في عمارتها وتشييدها، وفرغها في مدة ثلاث عشرة سنة، وانتهت عمارتها في السنة الرابعة والعشرين من ملكه.
وفي السنة الخامسة والعشرين من ملكه جاءته بلقيس ملكةُ اليمن ومن معها، وأطاعه جميع ملوك الأرض، وحملوا إليه نفائس أموالهم، واستمر سليمان على ذلك حتى مات وعمره اثنتان وخمسون سنة، فكانت
(١) رواه النسائي (٦٩٣)، وابن ماجه (١٤٠٨)، عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -.