وأربعين وسبع مئة خرج السلطان إلى الكرك، ومعه أموال جزيلة، فدخلها ثامن [ذي] الحجة، فوردت الأخبار عنه إلى مصر بما لا يرضي الناس؛ من اللعب، والاجتماع بالأراذل، وقتله لطشتمر، والفخري، وتقريبه للناصري، فخُلع وهو بالكرك في المحرم، سنة ثلاث وأربعين وسبع مئة، وحوصر إلى أن مُسك بها في صفر، سنة خمس وأربعين وسبع مئة، وذُبح، وأحضر الأمير سيف الدين منجك رأسَه إلى القاهرة، وكانت مدة ولايته ثلاثة أشهر، وأيامًا.
وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.
* * *
[سلطنة الملك الصالح أبي الفداء إسماعيل ابن الملك الناصر محمد بن قلاوون]
هو الملك الصالح أبو الفداء إسماعيل ابن الملك الناصر محمد بن قلاوون، وكان أجود إخوته، جلس على سرير الملك بعد خلعِ أخيه الناصر أحمد في يوم الخميس، ثاني عشر المحرم، سنة ثلاث وأربعين وسبع مئة، وكانت أيامه صالحة طيبة، إلى أن توفي - رحمه الله تعالى - في رابع ربيع الآخر، سنة ست وأربعين وسبع مئة، وكانت مدة ولايته ثلاث سنين، وشهرين، وأيامًا.