للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الدَّولةُ العَبَاسيَة

روي في بعض الأخبار: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أعلم العباسَ باستيلاء ولدِه على الخلافة بعدَ بني أمية، فاستأذنه العباسُ في أن يَجُبَّ مذاكيره، فقال: "لا، فإنه أمر كائن" (١).

وكان العباس أسنَّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثلاث سنين، وكان له من الأولاد: الفضل، وهو أكبر أولاده، وبه كان يُكنىّ، وعبد الله، وهو الحبر، وأبو الخلفاء من ولده، وعبيد الله، وكان جوادًا، وعبد الرحمن، وقثم، ومعبد، وغيرهم.

وأسلم العباس قديمًا، وكان يكتم إسلامه، ثم أظهره يوم فتح مكة، وكان الناس إذا قحطوا على عهد عمر - رضي الله عنه -، خرج بالعباس، فاستسقى، وقال: اللهم إنا كنَّا نتوسَّل إليك بنبيك إذا قحطنا، فتسقينا، وإنا نتوسَّل إليك بعمِّ نبيك، فاسقِنا (٢).


(١) انظر: "البدء والتاريخ" لابن طاهر المقدسي (٦/ ٥٦).
(٢) رواه البخاري (٩٦٤)، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -.