٣٢٧ - الإمام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان - بغين معجمة -، ويقال: عثمان - بعين مهملة -، الأصبحيُّ المدنيُّ: إمام دار الهجرة، وأحد الأئمة الأعلام، أخذ القراءة عَرْضًا عن نافع بن أبي نعيم، وسمع الزهري، ونافعًا مولى ابن عمر، وأخذ العلم عن ربيع الرأي، وكان إذا أراد أن يُحَدِّث توضأ، وجلس على صدر فراشه، وسرَّح لحيته، وتمكن من جلوسه بوقار وهيبة، فقيل له في ذلك، فقال: أحبُّ أن أعظِّم رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان لا يركب في المدينة، مع ضعفه وكبر سنه، ويقول: لا أركب في مدينة فيها جثةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مدفونة.
وسُعي به إلى جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -، وهو ابن عم أبي جعفر المنصور، وقالوا له: إنه لا يرى أيمانَ بيعتكم هذه بشيء، فغضب جعفر، ودعا به، وجرَّده، وضربه بالسياط، ومدت يده حتى انخلعت كتفه، وارتكب فيه أمرًا عظيمًا، فلم يزل بعد ذلك الضرب في علوِّ [و] رفعةِ، وكأنما كانت تلك السياط حُليًا حُلِّي به.