مَنْهَل، وأصيب أبرهةُ في جسده، وسقطت أعضاؤه، ووصل إلى صنعاء كذلك، ومات.
ولما جرى ذلك، خرجت قريش إلى منازلهم، وغنموا من أموالهم شيئاً كثيراً.
ولما هلك أبرهة، ملك بعده ابنه يكسوم، ثم أخوه مسروق بن أبرهة، ومنه أخذت العجم اليمن، والله - سبحانه وتعالى - أعلم.
* * *
[٣٥ - ذكر التاريخ الإسلامي]
أما التواريخ، فكانت الأمم السالفة تؤرخ بالأحداث العظام، وتَمَلُّكِ الملوك، وأرَّخوا بهبوط آدم، ثم ببعث نوح، ثم بالطوفان، ثم بنار إبراهيم.
وأرخ بنو إسحاق بنار إبراهيم إلى [مبعث] يوسف، ومن [مبعث] يوسف إلى مبعث موسى، ومن مبعث موسى إلى ملك سليمان بن داود، ثم بما كان من الكوائن، ومنهم من أرخ بوفاة يعقوب - عليه السلام -، ثم بخروج موسى من مصر ببني إسرائيل، ثم بخراب بيت المقدس.
وأما بنو إسماعيل، فأرخوا ببناء الكعبة، ولم يزالوا يؤرخون بذلك حتى تفرقوا، وكان كل من خرج منهم من تهامة يؤرخ بخروجه، ثم أرخوا بعام الفيل، ثم أرخوا بأيام الحروب.