وبذل الأموال للمحبوسين على الديون، وللعلماء - رحمه الله تعالى، وعفا عنه -.
وصلى الله على سيدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.
* * *
[خلافة المستنصر بالله]
هو أبو جعفر، المنصورُ بنُ الظاهرِ بأمرِ الله محمَّد.
ولي الخلافة لما توفي والده الظاهر، وكان للظاهر ولد آخر يقال له: الخفافي في غاية الشجاعة، وبقي حيًا حتى أخذت التتر بغداد، وقتل مع من قُتل، والمستنصرُ هو الأكبر.
ولما تولي الخلافة، سلك في العدل والإحسان مسلكَ أبيه الظاهر، توفي المستنصر بُكْرة الجمعة، لعشرٍ خلون من جمادى الآخرة، سنة أربعين وست مئة، وكانت خلافته سبع عشرة سنة إلا شهرًا.
وكان حسنَ السيرة، عادلاً في الرعية، وهو الذي بني المدرسة ببغداد المسماة بالمستنصرية على دجلة من الجانب الشرقي مما يلي دار الخلافة، وجعل لها أوقافا جليلة على أنواع البر - رحمه الله، وعفا عنه -.
وصلَّى الله على سيدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.