للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بني العباس على من تقدم؛ لأنه بقي في الخلافة إلى ذي القعدة، سنة ثلاث وستين وثلاث مئة، فكانت خلافته تسعًا وعشرين سنة، وأربعة أشهر، وواحدا وعشرين يوما, ولم يكن له من الخلافة سوى الاسم، والمدير للأمور والحاكم على الجمهور معزُّ الدولة أحمدُ بن بويه الديلمي، وحمل الخليفةَ معه إلى البصرة، ولم يدخل البصرة خليفة محارب إلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، والمطيع لله، وكان كريما، حليما، سخياً على قلة ذات يده.

وكان يُجري على ثلاثة خلفاء خُلعوا وسُملوا، وهم: القاهر والمستكفي، والمتقي، لكل واحد منهم في كل شهر مئة دينار، ولم يتعرض لأحد من قرابته بسوء، وخلع نفسه في منتصف ذي القعدة سنة ثلاث وستين وثلاث مئة.

وصلَّى الله على سيدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.

* * *

[خلافة الطائع لله]

هو أبو بكر، عبدُ الكريم بنُ الفضل، أُمُّه أُمُّ وَلَد.

بويع له يوم الأربعاء، في منتصف ذي القعدة، سنة ثلاث وستين وثلاث مئة، وعمره ثمان وأربعون سنة، وأقام خليفة سبع عشرة سنة، وتسعة أشهر، وستة أيام، ولم يتقلد الخلافة مَنْ له أب حيٌّ إلا أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -، والطائع لله، وكلاهما يكنى بأبي بكر.