ولما قتل الموفق صاحبَ الزنج، وكسر جيوشه، تلقب بناصر دين الله، وصار إليه الحل والعقد، والولاية والعزل، وكان يُخطب له على المنابر، فيقال: اللهمَّ أصلح الأميرَ الناصرَ لدين الله أحمدَ الموفقَ بالله، وليَّ عهد المسلمين، أخا أمير المؤمنين.
وتوفي طلحةُ الموفقُ قبل أخيه المعتمد، وكان غزير العقل، حسن التدبير، كريما، محمود السيرة، وله محاسن كثيرة، وكانت وفاته في صفر سنة ثمان وسبعين ومئتين.
واستمر المعتمد في الخلافة ثلاثا وعشرين سنة، وستة أيام.
وتوفي المعتمد لإحدى عشرة ليلة بقيت من رجب، سنة تسع وسبعين ومئتين ببغداد، وكان عمره يوم مات خمسين سنة، وستة أشهر، وكان أسنَّ من أخيه الموفق بستة أشهر، وكان أول خليفة انتقل من سامراء إلى بغداد، ولم يَعُدْ إليها أحد من الخلفاء، بل جعلوا دار إقامتهم بغداد.
والحمد لله وحده، وصلَّى الله على سيدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.
* * *
[خلافة المعتضد]
هو أبو العباس، أحمدُ بنُ طلحةَ الموفقِ بنِ جعفرٍ المتوكل، وأمه ضرار أمُّ وَلَد، وكان نحيفاً، ربعة، خفيف العارضين.
بويع له لإحدى عشرة ليلة بقيت من رجب، سنة تسع وسبعين