الواحدة منهن تعد عشرة خلفاء كلهم لها محرم: هارون أبوها، والهادي عمُّها، والمهدي جدُّها، والمنصورُ جدُّ أبيها، والسفاحُ عمُّ جدِّها، والأمينُ والمأمونُ والمعتصم إخوتها، والواثقُ والمتوكل ابنا أخيها.
كاتبه: بشرٌ مولاه، ثم الفضل بن الربيع.
وكان من [. . . .] الفضلُ بن فضالة.
والحمدُ لله وحده، وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.
* * *
[* خلافة محمد الأمين بن هارون الرشيد *]
هو أبو عبد الله، وقيل: أبو العباس، محمدُ بنُ هارونَ الرشيد، أمُّه أَمَةُ العزيز بنتُ جعفرِ بن المنصور، ولقبُها زُبيدة، وكانت لها مآثرُ مشهورة، ولم يلِ الخلافةَ بعد علي بن أبي طالب مَنْ أمُّه هاشميةٌ غيرُ الأمين.
وكان أبيض اللون، سمينًا، صغير العينين، جميلًا.
بويع له لسبع خلون من جمادى الآخرة، سنة ثلاثٍ وتسعين ومئة، وله تسع وعشرون سنة، وثلاثة أشهر، وكان من أحسن الناس وجهًا، وأكملهم أدبًا، وأسخاهم على درهم ودينار، وأشرف الخلفاء أبًا وأمًا، وكان عالمًا بالشعر، كثير البلاغة، فصيح المقال، شديد القوة، إلا أنه كان كثير اللهو، يتبع هواه، ولم ينظر في شيء من عقباه، وكان - مع سخائه بالمال - أبخلَ الناس على طعام، وكان لا يبالي أين قعد، ولا مع من