للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القدس، كتب إليه بعض أصدقائه فخر القضاة ابن بصاقة:

غِبْتَ عَنِ القُدْسِ فَأَوْحَشْتَهُ ... لَمَّا غَدَا بِاسْمِكَ مَأْنُوسَا

وَكَيْفَ لاَ تَلْحَقُهُ وَحْشَةٌ ... وَأَنْتَ رُوحُ القُدْسِ يَا عِيسَى

توفي عيسى يوم الجمعة، مستهل ذي الحجة، سنة أربع وعشرين وست مئة، ودفن بقلعة دمشق، ثم نقل إلى جبل الصالحية، ودفن في مدرسته هناك المعروفة بالمعظمية، وكان نقله ليلة الثلاثاء، مستهل المحرم [سنة] سبع وعشرين وست مئة رحمه الله، وعفا عنه.

ولما توفي الملك المعظم، ترتب في مملكته بعدَه ولدُه الملك الناصر صلاح الدين داود، وقام بتدبير مملكته مملوكُ والدِه وأستاذُ داره الأمير عزُّ الدين أيبك المعظَّمي، وكان لأيبك صرخدُ وأعمالها.

وفي سنة ست وعشرين وست مئة: استولى الملك الكامل على دمشق، وانتزعها، وعوض الناصر داود عنها بالكرك، والشوبك، والبلقاء، والسلط، والأغوار، وأخذ الكاملُ لنفسه البلاد الشرقية التي كانت عينت للناصر، وهي: حران، والرها، وغيرهما، التي كانت بيد الملك الأشرف، ثم نزل الملك الناصر عن الشوبك، وسأل عمه في قبولها، فقبلها وسلم الكامل دمشق لأخيه الملك الأشرف موسى، وتسلم الكامل من الأشرف البلاد الشرقية المذكورة، ولمَّا كان الناصر داود