اللهمَّ عَمِّرني طويلًا في طاعتك، ممتَّعًا بالعافية، فما استتمّ كلامه حتى سمع غلامًا يقول لغلام آخر: الأجلُ بيني وبينك شهران، وخمسة أيام، فتطَيَّر، وقال: حسبي اللهُ، لا قوةَ إلا بالله، عليه توكلتُ، وبه أستعين، فما هي إلا أيام حتى أخذته الحمَّى، واتصل مرضه، فمات - رحمه الله تعالى - بعد شهرين وخمسة أيام، وكانت وفاته بالأنبار، في يوم الأحد، في ذي الحجة، سنة ست وثلاثين ومئة، وله اثنتان وثلاثون سنة، وقيل: ثلاث وثلاثون سنة، وكانت خلافته أربع سنين، وتسعة أشهر من حين بويع، ومن لدن قتل مروان أربع سنين، ولما مات، صلى عليه عمُّه عيسى بن علي.