للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ممن آمن بعمه إبراهيم، وهاجر معه إلى مصر، وعاد إلى الشام، وأرسله الله إلى أهل سَدُوم، وكانوا أهلَ كفر وفاحشة، يقطعون الطريق، وإذا مر بهم المسافر، أمسكوه، وفعلوا به اللواطَ، فنهاهم، فلم ينتهوا، فسأل اللهَ النصرةَ عليهم، فأرسل الله الملائكة لقلب سدوم وقُراها الخمس: وهي: صبغة، وعمرة، وأدما، وصبويم، وبالغ.

وكان الملائكة قد أعلموا إبراهيم الخليل بذلك، فقال لهم: إن (١) هناك لوطأ، فقالوا: نحن أعلم بمن فيها، فلما وصلت الملائكة إلى لوط، همَّ قومُه أن يلوطوا بهم، فأعماهم جبريل بجناحه، وقال الملائكة للوط: نحن رُسُل ربك، {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ} [هود: ٨١]، فلما خرج لوط بأهله، قال لهم: أهلكوهم الساعة، فقالوا: لم نؤمر إلا بالصبح، {أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} [هود: ٨١]، فلما كان الصبح، قلبت الملائكة سدومَ وقُراها الخمس بمن فيها، وسمعت امرأةُ لوط الهدَّ، فقالت: واقوماه! فأدركها حجرٌ فقتلها، وأمطر الله الحجارة على من لم يكن بالقرى، فأهلكهم.

* * *

[٦ - ذكر إسماعيل عليه السلام]

قد تقدم في ذكر والده طرفٌ من أخبارهِ ومولدهِ وتوجُّهِه إلى مكة.


(١) في الأصل زيادة: "كان".