وقائع، ثم حصل الصلح، واتفق الحال على أن يكون لصلاح الدين ما بيده من الشام، وللملك الصالح ما بقي بيده، فصالح صلاح الدين على ذلك، ورحل عن حلب في العشر الأول من شوال، سنة سبعين وخمس مئة، واستقر الملك الصالح بحلب إلى حين وفاته، وأخذها عمه العزيز مسعود صاحبُ الموصل، ثم ملكها صلاح الدين، وسنذكر ذلك في ترجمته - إن شاء الله تعالى -.
وتوفي الملك الصالح صاحبُ حلب في رجب، سنة سبع وسبعين وخمس مئة، وعمره نحو تسعَ عشرةَ سنة، ولما اشتد به مرض القولنج، وصف له الأطباء الخمر، فمات، ولم يستعمله.
وكان حليماً، عفيفَ اليد والفرج واللسان، ملازماً لأمور الدين، لا يعرف له شيء مما يتعاطاه الشباب، ووقع في قلوب الناس بسببه أمر عظيم، وتأسفوا عليه؛ لأنه كان محسناً محمود السيرة - رحمه الله -.
* * *
[[ذكر السلطان الناصر صلاح الدين] يوسف بن أيوب وهو أول الملوك في الدولة الأيوبية]
هو أبو المظفر، يوسفُ بنُ أيوبَ بنِ شادي، صاحبُ الديار المصرية، والبلاد الشامية والفراتية والهيتية.
ولد بتكريت في شهور سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة، لما كان أبوه وعمه بها، وكان خروجهم منها في الليلة التي ولد فيها، فتشاءموا