للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان الملك العادل نور الدين الشهيد قد عمل منبراً بحلب، وتعب عليه مدة، وقال: هذا لأجل القدس الشريف، فأرسل السلطان صلاح الدين [مَنْ] أحضر المنبر من حلب، وجعله في الجامع الأقصى.

وأقام السلطان بعد فتوح القدس بظاهره إلى الخامس والعشرين من شعبان، يرتب أمور البلد وأحواله، وتقدم بعمل الربُط والمدارس الشافعية.

ثم رحل السلطان إلى عكا، ثم إلى صور، وحاصرها، وطال الحصار، فرحل السلطان، وأقام بعكا، وأعطى العساكر الدستور، فسار كل واحد إلى بلده، وبقي السلطان بعكا، وأرسل إلى هوبين، ففتحها بالأمان.

وفي سنة أربع وثمانين وخمس مئة: شنَّ الغارات على بلاد الفرنج، وسار إلى جَبْلة، وتسلَّمها، وسار إلى اللاذقية، ولها قلعتان، فتسلم القلعتين، ثم سار إلى صِهْيَون، فتسلمها بالأمان، ثم فرق عساكره، فملكوا حصن بلاطنس، وحصن العبد، وحصن الجماهرتين، ثم سار إلى قلعة بكاس، وأخذها، وهدم الحصن، ثم سار إلى برزية، وملكها بالسيف، وسبى وأسر، وقتل أهلها، ثم سار إلى دربساك، وتسلمها بالأمان، ثم سار إلى بغراس، وتسلمها بالأمان، وأخذ أنطاكية، وكان صاحبها أعظم ملوك الفرنج، وأهل طرابلس سلموها إليه، وأرسل أهلُ الكرك يطلبون الأمان، وكان خَلَّى أخاه الملك العادل في تلك الجهات،