وكان قدومُهم في ذي الحجة، فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقيةَ ذي الحجة، والمحرم، وصفر.
* * *
ذكر الهجرة الشريفة النبوية - على صاحبها أفضلُ الصلاة والسلام -
وهي ابتداء التاريخ الإسلامي.
أما لفظة التاريخ، فإنها محدَثَة في لغة العرب؛ لأنه لفظ مُعَرَّب من (ماه روز)؛ لأن عمر - رضي الله عنه - قصد التوصُّل إلى الضبط من رسوم الفُرْس، فاستحضر الهرمزانَ، وسأله عن ذلك، فقال: إن لنا به حسابًا، نسميه:(ماه روز)، ومعناه: حساب الشهور والأيام، فعرَّبوا الكلمة فقالوا: مؤرخ، ثم جعلوا اسمه:(التاريخ)، واستعملوه، ثم طلبوا وقتا يجعلونه أولًا لتاريخ دولة الإسلام، واتفقوا على أن يكون المبدأ سنة هذه الهجرة.
وكانت الهجرة من مكة إلى المدينة - شرفها الله تعالى - وقد تَصَرَّمَ من شهور هذه السنة وأيامها المحرمُ، وصفرُ، وثمانيةُ أيام من ربيع الأول، فلما عزموا على تأسيس الهجرة، رجعوا القهقرى ثمانيةً وستين يومًا، وجعلوا مبدأ التاريخ أولَ المحرم من هذه السنة.
ثم أحصوا من أول يوم المحرم، إلى آخر يوم من عُمْرِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فكان عشر سنين، وشهرين، وأيامًا، إذا حسب عمره من الهجرة، فيكون قد عاش بعدها تسع سنين، وأحدَ عشرَ شهرًا، واثنين وعشرين يومًا.