للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في السلطنة بعد وفاة أخيه الملك المنصور علي، وأُركب من باب الستارة بخلعة الخلافة إلى الإيوان في صفر، سنة ثلاث وثمانين وسبع مئة، وأقام بالملك سنة، ونصف سنة، وأيامًا، وخُلع في شهر رمضان سنة أربع وثمانين وسبع مئة.

وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.

* * *

[* سلطنة الملك الظاهر برقوق الثانية *]

قد تقدم أن الملك الظاهر برقوق لما خلع من السلطنة، جُهِّزَ إلى الكرك، وسُجن بها، ثم إنه أُطلق من السجن، وتوجه إلى دمشق، ووقع له أمور يطول شرحها، ثم إن الله تعالى نصره، وقوي أمره، ثم توجه نحو الديار المصرية، ودخلها يوم الثلاثاء، رابع عشر صفر، سنة اثنتين وتسعين وسبع مئة، وجددت له البيعة، وجلس على تخت الملك الشريف، وأفرج عن يلغبا الناصري، وهو الذي أمسكه أَوَّلًا حين اختفى، وقابل إساءته بإحسانه، ثم حصل منطاش في قبضته، فقتله، وجرّس رأسه بالقاهرة، وعُلق بباب زويلة، وأبطل مكوسًا كثيرة، وعمّر الجسر على الشريعة، وكان ذا غور ومكر، ودهاءٍ وذكاء وفطنة.

وتوفي بقلعة الجبل، ليلة الجمعة، خامس عشر شوال، سنة إحدى وثماني مئة عن ستين سنة، أو قريب منها، وكانت مدته في المرة الثانية تسع سنين، وثمانية أشهر، فكانت مدته في ولايته ست عشرة سنة،