توفي المهدي في يوم الخميس، لثمان بقين من المحرم، سنة تسع وستين ومئة، وكان ابن ثمان وأربعين سنة، وولايته عشر سنين، وشهر ونصف، وصلَّى عليه ابنُه هارون الرشيد، ودُفِن تحت شجرة جوز كان يجلس تحتها.
أولاده: هارون الرشيد، وموسى الهادي، وعلي، وعبد الله، ومنصور، ويعقوب، وإسحاق، والياقوتة، والغالية، والعباسية، وسليمة، والله أعلم.
وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.
* * *
[* خلافة موسى الهادي *]
هو أبو محمد، موسى بنُ المهدي، وأمّه أمُّ الرشيد الخيزران مُوَلَّدَة، وهي أُم الخلفاء، وكان طويلاَّ، جسيمًا، أفوه، بشفته العليا تقلص.
بويع له يوم مات أبوه، وكان غائبًا بجرجان، فقدم الرشيد مدينةَ السلام، وأخذ البيعةَ للهادي.
وكان الهادي شجاعًا بطلًا أديبًا، صَعْبَ المرام، جوادًا، أسخى أهل عصره، أنشده مُغَنٍ أبياتًا، فطرب لها، ثم نظر إلى بُخْتِيٍّ يمشي في الدار، فقال: أَوْقِروا هذا له ذهبًا، فاصطلحوا معه على ستين ألف دينار.
وله أخبار مشهورة في الجود والسخاء.
ولم يزل على جوده وسخائه حتى توفي ليلًا في يوم الجمعة، لأربع