للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك، فارتحل الحصين راجعًا إلى الشام، ثم ندم ابن الزبير على عدم الموافقة، وسار مع الحصين مَنْ كان بالمدينة من بني أمية، وقدموا الشام.

وليزيد أخبار عجيبة، وسير ذميمة، وكانت وفاته بحوارين من عمل حمص، لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، سنة أربع وستين، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة، وكانت مدة خلافته ثلاث سنين، وثمانية أشهر، وكان آدَمَ، جعدًا، أحور العين، بوجهه آثارُ جُدَري، حسنَ اللحية خفيفَها، طويلًا، وخلّف عدة بنين وبنات، والله أعلم.

(خلافة الراجعِ إلى الله معاوية بنِ يزيدَ بنِ معاوية - رضي الله عنه -)

هو أبو ليلى، معاويةُ بنُ يزيدَ بنِ معاويةَ بنِ أبي سفيان، وهذه الكنية للمستضعف من العرب، أمه أمُّ هاشم، وقيل: أم خالد بنت أبي هاشم.

وكان - رضي الله عنه - آدمَ اللون كما نقل [ .... ] (١)، ربعة، نحيفًا، استخلفه أبوه عند وفاته في رابع عشر ربيع الأول، سنة أربع وستين، وعمره إحدى وعشرون سنة، ولما ولي، أقام شهرين واليًا، وهو محجوب لا يُرى.

ثم خرج بعد ذلك، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس! إنْ كانت الخلافة لمعاوية وعقبه وأهله، فلقد نالوا منها سَعَةً ودنيا فيما تقدم، وإن كانت لآل علي بن أبي طالب، فلقد كفى بآل معاوية تبارًا،


(١) كلمة غير واضحة في الأصل.