للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمرك، ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله عليك، فلا رجلَ أعزُّ منك.

ثم انصرفوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - راجعين إلى بلادهم، قد آمنوا وصدَّقوا، وكانوا سبعةَ نفر من الخزرج: أسعدُ بنُ زُرارةَ بنِ عدس، وعوفُ بنُ الحارثِ بنِ رفاعة، ورافعُ بنُ مالكٍ، وعامرُ بنُ عبدِ بن حارثةَ ابنِ ثعلبة، وقطبةُ بنُ عامر بن حديدة، وعُقْبةُ بن عامر، وجابرُ بنُ عبدِ الله ابن رئاب - بكسر الراء وبالياء المعجمة -.

فلما قدموا المدينة، ذكروا لهم رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، ودَعَوْهم إلى الإسلام حتى فشا فيهم.

* * *

[* ذكر بيعة العقبة الأولى *]

فلما كان العام المقبل، وافى الموسمَ من الأنصار اثنا عشر رجلًا، فلقوه بالعقبة - وهي العقبة الأولى -، فبايعوه بيعةَ النساء: وهي: أن لا يشركوا بالله شيئًا، ولا يسرقوا، ولا يزنوا، ولا يقتلوا أولادهم.

فلما انصرفوا عنه، بعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - معهم مصعبَ بنَ عُمير بنِ هاشمِ بنِ عبدِ منافِ بنِ عبدِ الدار، وأمره أن يُقرئهم القرآن، ويُعَلِّمهم الإسلامَ فنزل بالمدينة، ولم يزل يدعو إلى الإسلام، حتى لم يبق دارٌ من دور الأنصار إلا وفيها رجالٌ ونساء مسلمون، إلا مَنْ كان من بني أميةَ بنِ زيد ووائل، فإنهم أطاعوا أبا قيسِ بنَ الأسلت، فوقف بهم عن الإسلام،