للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جالسًا في القوم، فأقبل نحوه حتى إذا قام على رأسه، رفع القوس، وضربه، فشجه شجة منكرة، ثم قال: أتشتمه (١) وأنا على دينه أقول ما يقول؟ فرُدَّ ذلك عليَّ إن استطعتَ، فقام رجال من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل، فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة، فإني - والله - قد سببتُ ابنَ أخيه سبًا قبيحًا، فلما أسلم حمزة، عرفتْ قريش أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد عزَّ وامتنع، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه (٢).

* * *

[* ذكر إسلام عمر بن الخطاب *]

كان شديد البأس والعداوة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فروي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهمَّ أَعِزَّ الإسلامَ بعمرَ بنِ الخطابِ، أو بأبي الحكمِ بنِ هشامِ" (٣)، وهو أبو جهل، فهدى الله تعالى عمر.

وكان سبب إسلامه: أن أخته فاطمةَ بنتَ الخطاب أسلمت هي وزوجُها سعيدُ بنُ زيدِ بنِ عمرِو بنِ نُفيلٍ، وكانا يخفيان إسلامهما من عمر، فلما علم عمر، دخل على أخته، وقد سمع قراءة خبّاب عندها، فلما دخل، قال: ما هذه الهينمة التي سمعتها؟ قالت: ما سمعتَ شيئًا،


(١) في الأصل زيادة: "ويلك".
(٢) انظر: "المستدرك" (٣/ ٢١٣).
(٣) رواه الترمذي في "سننه" (٣٦٨١)، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -.