* وفيها: هلَكَ رأسُ المنافقين عبدُ الله بن أُبي [ابنُ] سلول في ذي القعدة، وكُفِّن في قميص النبي - صلى الله عليه وسلم - بسؤال ولدِه عبدِ الله، وجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلي عليه، فقام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في صدره، فتبسَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال:"أَخِّرْ عَنِّي يا عُمَرُ، قَدْ خُيِّرْتُ، فَاخْتَرْتُ، قد قيل:{اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}[التوبة: ٨٠]، ولو أعَلُم أَنِّى إن زِدْتُ على السبعينَ غُفِرَ له، لزدْتُ"، ثم صلى عليه، وقام على قبره حتى فرغ منه، فأنزل الله تعالى:{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}[التوبة: ٨٤]، الآية (١)، وكان ابنه عبدُ الله من خِيار الصحابة.
* * *
[السنة العاشرة من الهجرة *]
* فيها: جاءت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة وفودُ العَرَب قاطبةً، ودخل الناس في الدين أفواجًا، كما قال الله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر ١: ٣].
* وأسلم أهل اليمن، وملوكُ حِمْيَر، وبعَثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عليَّ بنَ أبي طالب - كرم الله وجهه - إلى اليمن، فسار إليها، وقرأ كتابَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
(١) رواه البخاري (١٣٠٠)، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.