على أهل اليمن، فأسلمت همدان كلُّها في يوم واحد، وكُتِب بذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم تتابع أهلُ اليمن على الإسلام، وكُتِب بذلك إلى رسول الله، فسجد شكرًا لله تعالى، ثم أمر عليا بأخذ صدقات نجرانَ وجِزْيتهم، ففعل، وعاد، فلقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة في حجة الوداع.
* وقدم عليه عامر بن الطفيل، وأَرْبَدُ بنُ قيس، وجبار بنُ سلمى ابنِ مالكِ بنِ جعفر، وكان هؤلاء الثلاثة رؤساء بني عامر وشياطينهم، فقدم عامرُ بن الطفيل - عدوُّ الله - على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يريد الغدرَ به، ثم قال لأَرْبَدَ: إذا قدِمْنا على الرَّجُل، فإني شاغلٌ عنك وجهَهُ، فإذا فعلتُ ذلك، فَاعْلُه بالسيف، فلمَّا قَدِموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال عامر ابن الطفيل: خالني يا محمد، قال:"لا وَاللهِ حَتَّى تُؤْمِنَ باللهِ وَحْدَهُ"، وكرَّرَها مِرارًا، وهو ينتظر من أَرْبدَ ما كان أَمَرَه به، فجعل أَرْبَدُ لا يتحرك بشيء، فلما أبى عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال عامر: أما والله! لأملأنها عليك خيلًا ورجالًا، فلما ولَّى، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهمَّ اكْفِني عامِرَ ابْنَ الطُّفَيْلِ".
وخرجوا راجعين إلى بلادهم، حتى كانوا ببعض الطريق، بعث الله على عامر بن الطفيل الطاعون في عنقه، فقتله الله تعالى، وخرج أَرْبَدُ ومعه جَمَلٌ له يبيعُه، فأرسل الله تعالى عليه وعلى جَمَلِه صاعقة، فأحرقتهما (١).