ومنهم: عامرُ بنُ فُهَيْرَةَ: مرَّ به أبو بكر وهو يُعَذَّب، فاشتراه وأعتقه.
ومنهم: أبو فُكَيْهَة: واسمه أفلح، وكان عبدًا لصفوانَ بنِ أمية، مرّ به أبو بكر وهو يُعَذَّب، فاشتراه وأعتقه.
ومنهم: النَّهْدِيَّةُ [مولاة] لبني نهد، فصارت لامرأة من بني عبد الدار، فأسلمت، فكانت تعذبها، فابتاعها أبو بكر، وأعتقها.
ومنهم: جماعة غير هؤلاء.
* * *
[* ذكر المستهزئين، ومن كان شديد الأذى للنبي - صلى الله عليه وسلم - *]
فمنهم: أبو لهب عبدُ العزى بنُ عبدِ المطلب: كان شديد الأذى للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وكان جاره، وكان يطرح العَذِرَةَ والنتن على بابه، فكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقول:"أَيُّ جِوارٍ هَذَا يا بَني عبدِ المُطَّلِبِ؟ ! "(١)، فرأَه يومًا حمزةُ - رضي الله عنه -، فأخذ العَذِرة وطرحها على رأس أبي لهب، فجعل ينفضها عن رأسه، ويقول: صابئ أحمق، وأقصرَ عما كان يفعل.
مات أبو لهب بمكة عند وصول الخبر بانهزام المشركين ببدر، بمرض يُعرَف بالعدسة.
ومنهم: الأسودُ بنُ عبدِ يغوثَ بنِ وهبِ بنِ عبدِ منافِ بنِ زهرةَ: وهو ابنُ خال النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان من المستهزئين، وكان يقول للنبي - صلى الله عليه وسلم -:
(١) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (١/ ٢١)، عن عائشة رضي الله عنها.