وتوفي الوليد في يوم السبت النصف من جمادى الآخرة سنة ست وتسعين.
وكانت مدة خلافته تسع سنين، وسبعة أشهر، ودُفِن خارج الباب الصغير، وقيل: في مقابر الفراديس، وصلَّى عليه عمرُ بن عبد العزيز - رضي الله عنه -، وكان عمر الوليد اثنتين وأربعين سنة، وستة أشهر.
أولاده: يزيد، وإبراهيم، والعباس فارسُ بني أمية، وعمرو فحلُ بني مروان، وأولاد كثيرة غير هؤلاء، يقال: إنه ركب في ستين من صلبه.
كاتبه: قرة بن شريك، ثم قبيصة بن ذؤيب، ثم يزيد بن أبي كبشة.
حجَّابُه: خالد مولاه، ثم سعيد مولاه.
نقش خاتمه: يا وليد إنك ميت ومحاسَب.
والحمد لله.
[(خلافة المهدي بالله الداعي إلى الله سليمان بن عبد الملك)]
هو أبو أيوب، سليمانُ بنُ عبدِ الملك، أمُّه ولأَدة أمُّ أخيه الوليد، وكان أبيضَ طويلًا فصيحًا، لَسِنًا أديبًا حليمًا، متوقفًا عن الدماء، شديدًا في بدنه، أَكولًا، جميلًا، معجَبًا بنفسه، شديدَ الشَّرَه في النكاح.
بويع له يومَ وفاة أخيه بدمشق، وهو غائبٌ بالرملة، فلما وصل إليه الخبر بعد سبعة أيام، سار إلى دمشق، ودخلها، ثم صعد المنبر، فحمد