سنة خمس وثلاثين وأربع مئة لولاية بختنصر، وغلب اليونان على الفرس، ودخل حينئذ بنو إسرائيل تحت حكم اليونان، وأقام اليونان من بني إسرائيل ولاة عليهم، وكان يقال للمتولي عليهم: هرودوس، واستمر بنو إسرائيل على ذلك حتى خرب بيت المقدس الخراب الثاني، وتشتت منه بنو إسرائيل.
* * *
١٧ - ذكر يونس بن مَتَّى عليه السلام
ومَتَّى أُمُّ يونس، ولم يشتهر نبي بأمه غير عيسى، ويونس - عليهما السلام -، وكانت بعثته بعد مُوثَم بن غبرياهو أحدِ ملوك بني إسرائيل.
وبعث الله يونسَ إلى أهل نينوى، وهي قبالة الموصل، بينهما دجلة، وكانوا يعبدون الأصنام، فنهاهم، وأوعدهم العذاب في يوم معلوم إن لم يتوبوا، وضمن ذلك عن ربه - عَزَّ وَجَلَّ -، فلما أظلَّهم العذاب، آمنوا، فكشفه الله عنهم، وجاء يونس لذلك اليوم، فلم ير العذابَ حلَّ، ولا علمَ بإيمانهم، فذهب مغاضِباً، ودخل في سفينة من سفن دجلة، فوقفت السفينة ولم تتحرك، فقال رِّيِّسها: فيكم من له ذنب، وتساهموا على من يلقونه في البحر، فوقعت المساهمة على يونس، فرموه، فالتقمه الحوت، وسار به إلى الأُبُلَّة (١)، وكان من شأنه ما أخبر الله تعالى به في كتابه العزيز.