للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإنما كان له الرياسة ببيت المقدس فقط، فيكون انقضاء ملوك بني إسرائيل وخراب بيت المقدس على يد بختنصر سنة عشرين من ولاية بختنصر - تقريباً -، وهي السنة التاسعة والتسعون بعد التسع مئة لوفاة موسى - عليه السلام -، وهي سنة ثلاث وخمسين وأربع مئة مضت من عمارة بيت المقدس، وهي مدة لبثه على العمارة.

واستمر بيت المقدس خراباً سبعين سنة، ثم عمره بعض ملوك الفرس، واسمه عند اليهود كُورش.

ولما عادت عمارته، تراجع إليه بنو إسرائيل من العراق وغيره، فكانت عمارته في أول سنة تسعين لابتداء ولاية بختنصر، ولما تراجع بنو إسرائيل إلى القدس، كان من جملتهم عُزَير، وكان بالعراق، وقدم معه من بني إسرائيل ما يزيد على ألفين من العلماء وغيرهم، وترتب مع عزير في القدس مئة وعشرون شيخاً من علماء بني إسرائيل، وكانت التوراة قد عدمت منهم إذ ذاك، فمَثلها اللهُ في صدر عزير - عليه السلام -، ووضعها لبني إسرائيل يعرفونها بحلالها وحرامها، فأحبوه حباً شديداً، وأصلح العزير أمرهم، وأقام بينهم على ذلك، ولبث مع بني إسرائيل في القدس يدبر أمرهم حتى توفي بعد مضي أربعين سنة لعمارة بيت المقدس، فتكون وفاته سنة ثلاثين ومئة لابتداء ولاية بختنصر.

واسم العزير بالعبراني عزرا، وهو من ذرية هارون بن عمران، ولما تراجع بنو إسرائيل إلى القدس بعد عمارته، صار لهم حكام منهم، وكانوا تحت حكم ملوك الفرس، واستمروا على ذلك حتى ظهر الإسكندر في