ولما وصل إلى ذي قار، أتاه عثمان بن حُنيف، وقال: يا أمير المؤمنين! بعثتَني ذا لحية، وجئتك أمردَ، فقال: أصبتَ أجرًا وخيرًا.
[* وقعة الجمل]
واجتمع إلى (١) عليٍّ من أهل الكوفة جمعٌ، واجتمع إلى عائشة وطلحة والزبير جمعٌ، وسار بعضهم إلى بعض، بمكان يقال له: الخريبة، في النصف من جمادى الآخرة، ووقع القتال، وعائشة راكبةٌ الجمل المسمى: عسكر، في هودج، وقد صار مثل القنفذ من النشاب، وتمت الهزيمة على أصحاب عائشة وطلحة والزبير.
ورمى مروانُ بن الحكم طلحةَ بسهم، فقتله، وكلاهما كانا مع عائشة.
وقيل: إنه طلب بذلك أخذ ثأر عثمان منه؛ لأنه نسبه إلى أنه أعان على قتل عثمان.
وانهزم الزبير طالبًا المدينة، وقطعت على خطام الجمل أيدٍ كثيرة، وقتل - أيضًا - من الفريقين خلق كثير، ولما كثر القتل على خطام الجمل، قال علي: اعقروا الجمل، فضربه رجل، فسقط، فبقيت عائشة في هودجها إلى الليل، فأدخلها محمد بن أبي بكر أخوها إلى البصرة، أنزلها في دار عبد الله بن خلف.
وطاف عليٌّ على القتلى من أصحاب الجمل، وصلَّى عليهم،