للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودفنهم، ولما رأى طلحةَ قتيلًا، قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، لقد كنتُ أكره أن أرى قريشًا صرعى.

ثم قُتل الزبير، وأتى قاتلُه برأسه إلى علي، فقال علي: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "بَشِّرُوا قاتِلَ الزُّبيرِ بِالنَّارِ" (١).

ثم أمر علي عائشةَ بالرجوع إلى المدينة، وأن تقرَّ في بيتها، فسارت في مستهل رجب، وشيَّعها الناس، وجهَّزها عليٌّ بما احتاجت إليه، وسَيَّر معها أولادَه مسيرة يوم، وتوجَّهت إلى مكة، وأقامت للحج تلك السنة، ثم رجحت إلى المدينة.

وقيل: كانت عدة القتلى يوم الجمل من الفريقين عشرة آلاف.

وسار علي إلى الكوفة، ونزلها، وانتظم له الأمرُ بالعراق، ومصر، واليمن، والحرمين، وخراسان، ولم يبق خارجًا عنه إلا الشام، وفيه معاوية، وأهلُ الشام مطيعون له، فأرسل إليهم جرير بن عبد الله البجلي؛ ليأخذ البيعة على معاوية، ويطلب منه الدخول فيما دخل فيه المهاجرون والأنصار، وسار جرير إلى معاوية، فماطله، وكان عمرو بن العاص بفلسطين، فقدم عمرو على معاوية، واتفقا على قتال علي.


(١) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١٨/ ٤٢١)، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -.
وروي عن علي موقوفًا بلفظ: "واللهِ ليَدخُلَنَّ قاتلُ ابنِ صفيةَ النارَ". رواه الطيالسي في "مسنده" (١٦٣)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٣/ ١٠٥)، والإمام أحمد في "المسند" (١/ ٨٩)، عن زر بن حبيش.