ما تعاهدوا عليه في الصحيفة؛ من قطيعة بني عبد المطلب.
* * *
[* ذكر المعراج *]
اختلف الناس في وقت المعراج، فقيل: كان قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل: بسنة واحدة.
واختلفوا في الموضع الذي أُسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - منه، فقيل: كان نائمًا في المسجد الحرام، فأُسري به منه.
وقيل: كان في بيت أم هانئ بنت أبي طالب.
وقد روى جماعة من الصحابة حديثَ المعراج بأسانيد صحيحة، قالوا:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَتاني جبريلُ - عليه السلام - ومعه البُراقُ، وهي دابةٌ فوقَ الحمارِ ودونَ البَغْل، يضعُ خَطْوَهُ عندَ مُنتهى طَرْفه، فلما وضعتُ يدي عليه تَشَامَسَ، واستَصْعَبَ، فقال جبريل - عليه السلام -: يا بُراقُ! ما ركبكَ نبيٌّ أكرمُ على الله تعالى من محمد، فانصبَّ عَرَقًا، وانخفضَ لي حتى ركبتهُ، وسار بي جبريلُ نحوَ المسجدِ الأقصى، فأُتيت بإناءَيْنِ، أحدُهما لبنٌ، والآخرُ خمر، فقيل: اخترْ أحدَهما، فأخذتُ اللبنَ فشربتُه، فقال لي: أصبتَ الفطرة، أما إنَّك لو شربتَ الخمرَ، - لَغَوَتْ أمتك بعدَك، ثم سرْنا، فقال لي: انزلْ، فصلِّ، فصلَّيتُ، فقال لي: هذه طَيْبَةُ، وإليها المهاجَرُ، ثم سرْنا، فقال لي: أنزلْ فَصَلِّ، فنزلتُ فصلَّيت فقال لي: هذا