واجتمعت مماليك السلطان الملك الأشرف، وانضموا إلى زين الدين كتبغا المنصوري، وساروا في أثر بيدرا ومن معه، فلحقوهم على الطرانة في خامس عشر المحرم، سنة ثلاث وتسعين وست مئة، واقتتلوا، وانهزم بيدرا وأصحابه، وتفرقوا في الأقطار، وتبعوا بيدرا وقتلوه، ورفعوا رأسه على رمح للقاهرة، واستتر لاجين، وقراسنقر، ولم يطلع لهما خبر، فكانت مدة بيدرا يومًا واحدًا.
وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.
* * *
[* سلطنة الملك الناصر محمد ابن الملك المنصور قلاوون *]
هو الملك الناصر محمد ابن الملك المنصور قلاوون الصالحي، أمه بنت سكباي بن قراجين بن جنغان، وسكباي المذكور ورد إلى الديار المصرية هو وأخوه قرمشي سنة خمس وسبعين وست مئة، صحبة بيغار الرومي في الدولة الظاهرية، فتزوج السلطان الملك المنصور قلاوون ابنة سكباي المذكور في سنة ثمانين وست مئة، بعد موت أبيها بولاية عمها قرمشي، ووردت البشائر على الملك المنصور بمولد السلطان الملك الناصر محمد، وهو نازل على بحيرة حمص، عند عوده من فتح المرقَب، في سنة أربع وثمانين وست مئة، فتضاعف سرورُه به، وضربت البشائر فرحًا لمولده السعيد.
ولما جرى ما ذكرناه من قتل السلطان الملك الأشرف صلاح الدين