واليهود بسببهما على المسلمين، فعمد أهل مصر إلى قراطيس، فعملوها على صورة امرأة ومعها قصة، وجعلوها في طريق العزيز، فأخذها العزيز، وفيها مكتوب: بالذي أعزَّ اليهودَ بميشا، والنصارى بعيسى بن نسطورس، وأذلَّ المسلمين بك إلا كشفتَ عنا.
فقبض على عيسى النصراني المذكور، وصادره.
وكان العزيز يحب العفو، ويسعمله، انتهى.
* * *
[خلافة الحاكم بأمر الله]
هو أبو عليٍّ، المنصورُ، الملقب: الحاكم بأمر الله بنُ العزيزِ بالله ابنِ المعزِّ بنِ المنصورِ بنِ القائم بنِ المهديِّ صاحب مصر.
وتولى الحاكم المذكور بعهد من أبيه في حياته، وذلك في شعبان، سنة ثلاث وثمانين وثلاث مئة، ثم استقل بالأمر يوم وفاة أبيه، وعمرُه إحدى عشرة سنة.
وكان جواداً بالمال، سفاكاً للدماء، قتل عدداً كثيراً من أماثل أهل دولته وغيرِهم صَبْراً.
وكانت سيرتُه من أعجب السير، يخترع كلَّ وقت أحكاماً يحمل الناسَ على العمل بها، منها: