للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فبكيت، وقلت: هذه خصالٌ سألتُ ربي، فأعطانيها، ومنعني هذه، وأخبرني جبريل عن الله: ألا إن فناء أمتك بالسيف، جرى القلم بما هو كائن" (١).

[* ذكر قصة رجل فقير من القراء استغاث بالنبي - صلى الله عليه وسلم - عند قبره]

كان بعض المتصدِّرين في القراءة بالجامع العتيق بمصر، قد حلف بالطلاق الثلاث أنه لا يجيز أحدًا يقرأ عليه القرآن مستحقًا الإجازة إلا بعشرة دنانير، فاتفق أن قرأ عليه رجل فقير، فلما أكمل، سأله الإجازة فلم يجزه بيمينه، فتألم خاطره، فاجتمع بأصحابه، فجمعوا له خمسة دنانير، فأتى بها الشيخَ، فلم يأخذها، فخرج من عنده، فرأى المحمل يُدار به، فقال: والله! لا أنفقت هذه إلا في الحج، فاشترى ما يحتاجه، وسار حتى وصل إلى مكة، فلما قضى مناسكه، رحل إلى المدينة الشريفة، فلما وصل إلى قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: السلام عليكَ يا رسول الله، ثم قرأ عشرًا جمع فيه الأئمة السبعة، وقال: هذه قراءتي على فلان عن فلان عنك عن جبريل - عليه السلام - عن الله تعالى، وقد سألت شيخي الإجازة، فأبى، وقد استغثت بك يا رسول الله في تحصيلها.


(١) عزاه المنذري في "الترغيب والترهيب" (٣/ ١٤٤) إلى ابن ماجه، ولم أجده فيه. وذكره ابن كثير في "البداية والنهاية" (٦/ ١٤٢) عن أبي محمد عبد الله ابن حامد الفقيه في "دلائل النبوة" بإسناده. ثم قال ابن كثير: هذا حديث غريب جدًا، لم أر أحدًا من هؤلاء المصنفين في الدلائل أورده سوى هذا المصنف، وفيه غرابة ونكارة في إسناده ومتنه أيضًا، والله أعلم.