للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقالوا: يا رسول الله! ما يقول؟ قال: "إنه يقول: إنه رُبِّيَ في أَمْنِكم أَحوالًا، وكنتم تحملون عليه في الصيف في موضع الكلأ، فإذا كان في الشتاء، رحلتم عليه إلى موضع الدفء، فلما كبر، استفحلتموه، فرزقكم الله إبلًا سليمة، فلما أدركَتْه هذه السنةُ الخصيبة، هممتم بنحره، وأكلِ لحمه".

فقالوا: والله قد كان ذلك يا رسول الله! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وما هذا جزاء المملوك الصالح من مواليه".

قالوا: يا رسول الله! إنا لا نبيعه، ولا ننحره.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كذبتُم، قد استغاثَ بكم، فلم تُغيثوه، وأنا أَوْلى بالرحمة منكم؛ لأن الله قد نزعَ الرحمةَ من قلوبِ المنافقين، وأسكَنَها في قلوب المؤمنين"، فاشتراه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمئة درهم، وقال: "أيها البعير! انطلق، فأنت حُرٌّ لوجه الله تعالى".

فرغا على هامة رسولِ الله، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "آمين"، ثم رغا الثانية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "آمين"، ثم رغا الثالثة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "آمين"، ثم رغا الرابعة، فبكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

فقلنا: يا رسول الله! ما يقول هذا البعير؟ فقال: "قال: جزاكَ الله أيها النبي عن الإسلام والقرآن خيرًا، قلت: آمين، قال: حقن الله دمَ أمتك من أعدائها كما حقنتَ دمي، قلت: آمين، قال: سكّن الله رعبَ أمتك يومَ القيامة كما سَكَّنت رعبي، قلت: آمين، قال: لا جعلَ الله بأسَها بينها،