فأُخذت، وحملت إلى القصر بالقاهرة، ولم يشكّ في قتله، مع أن جماعة من المغالين في حبه السخيفي العقول يظنون حياته، وأنه لا بدَّ أن يظهر، ويحلفون بغيبة الحاكم، وتلك خيالات هذيانية.
ويقال: إن أخته دسَّت عليه مَنْ يقتله لأمر يطول شرحه.
وكان عمر الحاكم ستاً وثلاثين سنة، وتسعة أشهر، وولايته خمساً وعشرين سنة، وأياماً.
وحُلْوان - بضم الحاء المهملة وسكون اللام وفتح الواو وبعدها نون ساكنة -: قرية مليحة كثيرة النُّزَه، فوق مصر بمقدار خمسة أميال، كان يسكنها عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي لما كان والياً بمصر نيابةً عن أخيه عبد الملك أيام خلافته، وبها توفي، وبها وُلد ولده عمرُ ابن عبد العزيز - رضي الله عنه -.
والحمد لله رب العالمين.
وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.
* * *
[خلافة الظاهر لإعزاز دين الله]
هو أبو الحسن، عليُّ بنُ منصورٍ الحاكمِ بأمرِ الله.
بويع له بالخلافة في اليوم السابع من قتل أبيه الحاكم، ولُقب: الظاهر لإعزاز دين الله، وهو إذاك صبي، وكتب الكتب إلى بلاد مصر