وكانت ولادته بالقاهرة، ليلة الخميس، الثالث والعشرين من ربيع الأول، سنة خمس وسبعين وثلاث مئة.
وكان يحب الانفراد.
واتفق أنه خرج ليلة الاثنين، الرابع والعشرين من شوال، سنة إحدى عشرة وأربع مئة إلى ظاهر مصر، وطاف ليلته كلها، وأصبح عند قبر الفقاعي، ثم توجه إلى شرقي حلوان، ومعه ركابان، فعاد أحدهما مع تسعة من العرب السويديين، ثم عاد الركاب الثاني، وذكر أنه خلَّفه عند القبر، وبقي الناس على رسلهم يلتمسون رجوعَه، ويخرجون ومعهم دوابُّ الموكب إلى يوم الخميس سلخ الشهر المذكور.
ثم خرج يوم الأحد، ثاني ذي القعدة مظفر الدين صاحب المظلة، وحطي الصقلي، ونسيم المتولي السير، وابنُ مسكين التركي صاحب الزنج، وجماعة، فبلغوا دير القصر المعروف بسلوان، ثم أمعنوا في الدخول في الجبل، فبينما هم كذلك، وإذا بحماره الأشهب الذي كان راكباً عليه المدعو بالقمر، وهو على قرنة الجبل، وقد ضُربت يداه بالسيف، فأثر فيهما، وعليه سرجُه ولجامه، فتبعوا الأثر، فإذا أثر الحمار في الأرض، وأثر راجل خلفه، وآخرَ قدَّامه، فلم يزالوا يقصُّون هذا الأثر، حتى انتهوا إلى البركة في شرقي حلوان، فنزل إليها بعض الرجال، فوجد فيها ثيابه، وهي سبع جُبَّات، ووُجدت مزرورة لم تُحلَّ أزرارُها، وفيها آثار السكاكين.