للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن إلى وقاص، وطلحة بن عبيد الله، فجاء بهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأسلموا، وصلَّوا، وكان هؤلاء النفر هم الذين سبقوا للإسلام، فأسلم مِنْ بَعْدِهِم مَنْ أسلم.

* * *

[* ذكري أمر الله تعالى نبيه بإظهار دعوته *]

أمر الله سبحانه نبيه - صلى الله عليه وسلم - بعد مبعثه بثلاث سنين أن يصدع بما يؤمر، وكان قبل ذلك في السنين الثلاثة مستترًا بدعوته، لا يُظهرها إلا إلى من يثق إليه، وكان أصحابه إذا أرادوا الصلاة، ذهبوا إلى الشِّعاب، فاستَخْفَوا، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدع بأمر الله تعالى، وبادأ قومه بالإسلام.

* * *

[* ذكر تعذيب المستضعفين من المسلمين *]

وهم قوم سبقوا إلى الإسلام، لا عشائر لهم تمنعهم، ولا قوة لهم يمتنعون بها، فأما من كانت له عشيرة تمنعه، فلم تصلِ الكفار منه إلى ما يريدون، ومِمَّنْ لا عشيرة له تمنعه؛ بلال بن رباح الحبشي مولى أُمية ابنِ خَلَف - وكان أبوه من سبي الحبشة، وأمه حمامة أيضًا سبية - كان الكفار يعذبونه بإلقائه في الرَّمْضاء على ظهره وقتَ الظهيرة، ولإلقاء الصخرة العظيمة على صدره، ويقال له: لا تزال هكذا حتى تموت، أو تكفرَ بمحمد، وتعبدَ اللاتَ والعزى، ثم صار إلى مُلك أبي بكر - رضي الله عنه -،