للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في شِعْبه، وخرج من بني هاشم أبو لهبٍ عبدُ العزَّى بنُ عبدِ المطلب إلى قريش مضارًّا لهم، وكانت امرأته أمُّ جميل بنتُ حربٍ - وهي أختُ أبي سفيان - على رأيه في عداوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهي التي سماها الله تعالى: {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} [المسد: ٤]؛ لأنها كانت تحمل الشوك، فتضعه في طريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وأقامت بنو هاشم في الشِّعْب، ومعهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وأقاموا على ذلك سنتين أو ثلاثًا، هذا ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يدعُو الناس سرًا وجهرًا، والوحُي متتابع إليه.

* * *

[* ذكر نقض الصحيفة *]

وقام في نقض الصحيفة نَفَر من قريش، فاجتمعوا بمكان، وتعاهدوا على القيام في نقض الصحيفة، ووقع بين القوم خلاف، فقام مُطْعِم بنُ عدي إلى الصحيفة ليشقَّها، فوجد الأرضَةَ قد أكلتها، إلا ما كان من: (باسمك اللهم)، كانت قريش تستفتح بهذا كتابها، وكان كاتب الصحيفة منصور بن عكرمة من بني عبد الدار، فشلّت يده، وكان الله تعالى أرسل الأَرَضَةَ، فأكلت ما فيها من ظلمٍ وقطعِ رحم، وتركتْ ما فيها من أسماء الله تعالى، فجاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأعلمه بذلك، فتكلم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك، فاجتمع الملأ من قريش، وأحضروا الصحيفة، فوجدوا الأمر كما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنكسوا رؤوسهم، فاتفق جماعة من قريش، ونقضوا